ولد النوخذة سعيّد بن عيد في فريج المطبة في منطقة الشرق من مدينة الكويت
القديمة، التحق في طفولته عند احد الكتاتيب فتعلم القراءة والكتابة وحفظ اجزاء
من القرآن الكريم، وقد كانت الكتاتيب بمثابة المدارس الاهلية التي يتعلم بها، وقد تميز النوخذة سعيّد بن عيد بخطه الرائق الجميل. كانت بدايته مع البحر مع والده النوخذة عيد بن فهد البرازي، ومن ثم مع اخيه
النوخذة ناصر بن عيد، ومن والده واخيه تعلم فنون مهنة الغوص، واسرار البحر،
وذلك بالممارسة العملية لا النظرية، واكتسب بنفسه الكثير من المعلومات والمعارف
المتعلقة بعلوم البحر، كمواسم الرياح، واوق ات هبوبها، واتجاهاتها، ومواقع
النجوم التي تحدد مسار الطريق واماكن الهيرات _المغاصات _
وكان الذي ساعده على تحصيل جميع تلك المعارف -بعد فضل الله ومنته- ما فطر عليه من نباهة وكياسة، وسرعة البديهة في معرفة كل شيء حوله، فلا عجب انه بعد ان تنوخذ صار علما يشار اليه بالبنان، ويضرب به المثل في الدلالة ومعرفة
مواقع الهيرات «المغاصات » حتى قيل: اشدعوه انت ابن عيد وابن سلامة؟!.
على ان هذه الخبرة الكبيرة التي كانت لدى سعيد بن عيد، لم تكن مقتصرة على
علوم البحر فقط، بل كان لدى سعيد بن عيد خبرة كبيرة بالبراري والصحاري،
وبصورة اخص منطقة الدبدبة وما جاورها، وهي منطقة منبسطة لا توجد بها
أي معالم او تضاريس تساعد المارة عليها على معرفة مسالكها وطرقها، وكان لا يقدر على ذلك إلا القليل من الرجال اصحاب الخبرة الكبيرة بالطريق والمسالك الصحراوية.والبحرية،
ويذكر ان احد البحرية قد سقطة بقشته بالبحر وبها متاعه واغراضه واشياء تخصه.
وكان من الصعوبة بمكان التوقف عن السير لاستخراج هذه البقشة، فمضوا
في سيرهم إلى الشاطئ وارسى النوخذة سعيد خشبه في احد الاخوار ثم نزل
إلى البر مع بحريته لينالوا قسطا من الراحة والاستجمام، وكانت فرصة لأن
يتزودوا لرحلتهم فأمضوا يومين في ش راء الذبائح وطهيها، وجلب الم اء من
القلبان القريبة منهم، وبعدما هدأت العاصفة وتحسن الجو، وعاد البحر إلى
هدوئه.
استدعى النوخذة سعيّد بن عيد الرجل الذي سقطت بقشته في البحر، وسأله
بهلجة الواثق المتحدي: «اتريد حاجتك التي سقطت قبل يومين؟ » فرد عليه الرجل
متلهفا: اي اي: نعم، وهنا تدخل احد البحرية _الغاصة_ معترضا ومتعجبا من قول سعيد بن عيد للغيص الذي سقطت حاجته، وقال: هل انت صادق في انك
سوف تأتي بها وقد سقطت اول من امس _ي منذ يومني _؟ انه لامر عجاب ان تخرجها من البحر بعد مضي هذه المدة؟!!!
وما ان انتهى هذا الرجل من سؤاله وتعجبه، حتى استنفر النوخذة سعيد بن عيد بحريته، وامرهم بالعودة إلى الغوص، وبخطوة الخبير الواثق عاد بهم إلى نفس المكان الذي سقطت فيه البقشة ليلا!!! وطلب من الغيص بن اسمير المطيري
ان ينزل من جهة اليسار، وامر ابن اخيه فهد بن ناصر بن عيد ان ينزل من جهة
اليمين، فاستجاب الغيصان _ابن سمير وفهد بن ناصر_ ونزلا البحر بحثا عن البقشة، وبعد فترة وجيزة اخرجها فهد بن عيد، حيث كانت في الجهة التي نزل فيها، فتعجب كل من كان على السفينة من البحرية، وذهلوا عندما رأوا البقشة
امامهم، وكان اول المتعجبين ذلك الرجل الذي استغرب وعد النوخذة سعيد بن عيد بانه سوف يخرج حاجة الغيص من القوع _القاع_، وقال متعجبا: اشهد انك جني ياسعيّد!!!
الشعر
ونترك البحر وحكاياته وعجائبه، ونذهب إلى جانب آخر من جوانب شخصية
سعيد بن عيد، والذي كان يقرض الشعر منذ نعومة اظافره، فهو شاعر بالفطرة،
وقد كان الشعر بالنسبة له هوايته المفضلة، يعبر به عما يجيش في صدره من
احاسيس ومشاعر، ويسجل فيه ما يمر به من مواقف وحوادث تخالج نفسه ولكن
- ويا للأسف - ضاع معظم هذا الشعر ولم يدون منه إلا القليل.
واذا كان الشعر بهذه المكانة عند النوخذة سعيد بن عيد، وكان البحر له مساحة
في حياته، فهو صديقه ال ودود، فكان لا بد للشعر والبحر ان يمتزجا في نفس
سعيد بن عيد، فكان شعره معبرا عن بيئته وحياته، وم ن ذل ك ه ذه القصيدة
البحرية الصرفة، بألفاظها وتركيب كلماتها والتي تنطق بأن قائلها بحار وشاعر
في الوقت نفسه،
الزيارة
على ان البحر والشعر لم يشغلا النوخذة سعيد بن عيد عن مخالطة الناس
والانخراط في مجتمعه، والمشاركة في الاحداث التي تدور حوله، ومنها زيارته
ومقابلته لجلالة الملك عبدالعزيز بن سعود يوم ان كان مخيما في خباري وضحى،
فقد ذهب اليه النوخذة سعيد بن عيد مسلما عليه فاستقبله جلالة الملك، وقدم له
النوخذة سعيد هدية لاقت القبول والشكر من جلالة الملك.
وقبل ان نختم الكلام على النوخذة سعيد بن عيد، لا ننسى ان نشير إلى بعض
الجوانب الانسانية في شخصيته، فقد كان عطوفا على بحريته، يعاملهم بلطف
ونبل، سمحا معهم، فهو أخ للكبير، وأب للصغير، ولذلك كله احتل المكانة الكبيرة
في قلوب الذين عملوا معه.
القديمة، التحق في طفولته عند احد الكتاتيب فتعلم القراءة والكتابة وحفظ اجزاء
من القرآن الكريم، وقد كانت الكتاتيب بمثابة المدارس الاهلية التي يتعلم بها، وقد تميز النوخذة سعيّد بن عيد بخطه الرائق الجميل. كانت بدايته مع البحر مع والده النوخذة عيد بن فهد البرازي، ومن ثم مع اخيه
النوخذة ناصر بن عيد، ومن والده واخيه تعلم فنون مهنة الغوص، واسرار البحر،
وذلك بالممارسة العملية لا النظرية، واكتسب بنفسه الكثير من المعلومات والمعارف
المتعلقة بعلوم البحر، كمواسم الرياح، واوق ات هبوبها، واتجاهاتها، ومواقع
النجوم التي تحدد مسار الطريق واماكن الهيرات _المغاصات _
وكان الذي ساعده على تحصيل جميع تلك المعارف -بعد فضل الله ومنته- ما فطر عليه من نباهة وكياسة، وسرعة البديهة في معرفة كل شيء حوله، فلا عجب انه بعد ان تنوخذ صار علما يشار اليه بالبنان، ويضرب به المثل في الدلالة ومعرفة
مواقع الهيرات «المغاصات » حتى قيل: اشدعوه انت ابن عيد وابن سلامة؟!.
على ان هذه الخبرة الكبيرة التي كانت لدى سعيد بن عيد، لم تكن مقتصرة على
علوم البحر فقط، بل كان لدى سعيد بن عيد خبرة كبيرة بالبراري والصحاري،
وبصورة اخص منطقة الدبدبة وما جاورها، وهي منطقة منبسطة لا توجد بها
أي معالم او تضاريس تساعد المارة عليها على معرفة مسالكها وطرقها، وكان لا يقدر على ذلك إلا القليل من الرجال اصحاب الخبرة الكبيرة بالطريق والمسالك الصحراوية.والبحرية،
ويذكر ان احد البحرية قد سقطة بقشته بالبحر وبها متاعه واغراضه واشياء تخصه.
وكان من الصعوبة بمكان التوقف عن السير لاستخراج هذه البقشة، فمضوا
في سيرهم إلى الشاطئ وارسى النوخذة سعيد خشبه في احد الاخوار ثم نزل
إلى البر مع بحريته لينالوا قسطا من الراحة والاستجمام، وكانت فرصة لأن
يتزودوا لرحلتهم فأمضوا يومين في ش راء الذبائح وطهيها، وجلب الم اء من
القلبان القريبة منهم، وبعدما هدأت العاصفة وتحسن الجو، وعاد البحر إلى
هدوئه.
استدعى النوخذة سعيّد بن عيد الرجل الذي سقطت بقشته في البحر، وسأله
بهلجة الواثق المتحدي: «اتريد حاجتك التي سقطت قبل يومين؟ » فرد عليه الرجل
متلهفا: اي اي: نعم، وهنا تدخل احد البحرية _الغاصة_ معترضا ومتعجبا من قول سعيد بن عيد للغيص الذي سقطت حاجته، وقال: هل انت صادق في انك
سوف تأتي بها وقد سقطت اول من امس _ي منذ يومني _؟ انه لامر عجاب ان تخرجها من البحر بعد مضي هذه المدة؟!!!
وما ان انتهى هذا الرجل من سؤاله وتعجبه، حتى استنفر النوخذة سعيد بن عيد بحريته، وامرهم بالعودة إلى الغوص، وبخطوة الخبير الواثق عاد بهم إلى نفس المكان الذي سقطت فيه البقشة ليلا!!! وطلب من الغيص بن اسمير المطيري
ان ينزل من جهة اليسار، وامر ابن اخيه فهد بن ناصر بن عيد ان ينزل من جهة
اليمين، فاستجاب الغيصان _ابن سمير وفهد بن ناصر_ ونزلا البحر بحثا عن البقشة، وبعد فترة وجيزة اخرجها فهد بن عيد، حيث كانت في الجهة التي نزل فيها، فتعجب كل من كان على السفينة من البحرية، وذهلوا عندما رأوا البقشة
امامهم، وكان اول المتعجبين ذلك الرجل الذي استغرب وعد النوخذة سعيد بن عيد بانه سوف يخرج حاجة الغيص من القوع _القاع_، وقال متعجبا: اشهد انك جني ياسعيّد!!!
الشعر
ونترك البحر وحكاياته وعجائبه، ونذهب إلى جانب آخر من جوانب شخصية
سعيد بن عيد، والذي كان يقرض الشعر منذ نعومة اظافره، فهو شاعر بالفطرة،
وقد كان الشعر بالنسبة له هوايته المفضلة، يعبر به عما يجيش في صدره من
احاسيس ومشاعر، ويسجل فيه ما يمر به من مواقف وحوادث تخالج نفسه ولكن
- ويا للأسف - ضاع معظم هذا الشعر ولم يدون منه إلا القليل.
واذا كان الشعر بهذه المكانة عند النوخذة سعيد بن عيد، وكان البحر له مساحة
في حياته، فهو صديقه ال ودود، فكان لا بد للشعر والبحر ان يمتزجا في نفس
سعيد بن عيد، فكان شعره معبرا عن بيئته وحياته، وم ن ذل ك ه ذه القصيدة
البحرية الصرفة، بألفاظها وتركيب كلماتها والتي تنطق بأن قائلها بحار وشاعر
في الوقت نفسه،
الزيارة
على ان البحر والشعر لم يشغلا النوخذة سعيد بن عيد عن مخالطة الناس
والانخراط في مجتمعه، والمشاركة في الاحداث التي تدور حوله، ومنها زيارته
ومقابلته لجلالة الملك عبدالعزيز بن سعود يوم ان كان مخيما في خباري وضحى،
فقد ذهب اليه النوخذة سعيد بن عيد مسلما عليه فاستقبله جلالة الملك، وقدم له
النوخذة سعيد هدية لاقت القبول والشكر من جلالة الملك.
وقبل ان نختم الكلام على النوخذة سعيد بن عيد، لا ننسى ان نشير إلى بعض
الجوانب الانسانية في شخصيته، فقد كان عطوفا على بحريته، يعاملهم بلطف
ونبل، سمحا معهم، فهو أخ للكبير، وأب للصغير، ولذلك كله احتل المكانة الكبيرة
في قلوب الذين عملوا معه.
منقووووول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق